منتديات الكوثر
مرحبا بك عزيزي الزائر عرفنا بنفسك وأنهل معنا من نهر الكوثر, اذا لم يكن لديك حساب نتشرف بدعوتك لإنشائه



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الكوثر
مرحبا بك عزيزي الزائر عرفنا بنفسك وأنهل معنا من نهر الكوثر, اذا لم يكن لديك حساب نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتديات الكوثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري

اذهب الى الأسفل

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Empty وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري

مُساهمة من طرف الشيخ الحجاري الرميثي الإثنين فبراير 14, 2011 12:14 am

نَعتَذرُ لَكُم لإنقطاعِ النَت في حاسِباتِنا مِنْ يَوم (3) صَفر المُصادِف
8/1/2011 لِعدَمِ نَشر هذا التَفسِيرُ والتَعلِيقُ المُرفقُ مِعَهُ: وَشُكراً

لِمُتابَعتكُم مَعَنا: مَعَ تَحياتِنا لِمُدِير المُنتَدى وَأعضاءه,,


وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Ouuoo_12

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Ouuoo_11

وَاعلَم يا ابنَ آدَم, ما عِلمِي وَعلْمُكَ فِي سِّرِ هذا
القـُرآن مِن عِلْـمِ اللـَّه إلاَّ ما أخَـذَ هـذا العُصفُورُ
مِن هذا البَحرِ قَطْرَة بِمِنقارِه,,

والحَمدُ لِلهِ الذِي عَلَّمَني حَرفاً وَكُنتُ لا أملِكُ
قَبلَه, فَأنزَلَهُ بِقلَمِي مُبارَكاً لأتَصَدى بـهِ فِي
تَفسِير هـذا القـُرآن,,

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(فَوَجَدَا عَبْـداً مِـنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِـنْ
عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)(الكهف65)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

تَفسِير آيَة مِنْ سُورَةِ الفرقان
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  395802364
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ
لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان آية (7)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

وَرَدَت كَلِمَة الأسْواق فِي القرآنِ في آيَتَينِ وَفِيهُنَ سِرٌ عَجيبٌ, فالآيَة هُنا مُسَّوَقة

لِبيان التَفسِير تَجبرَني بأنْ لا أخْشى أحَـداً مِهْما كانت رتبَتَهُ وَمنزلتَه عِندَ الناسِ

وَقبلَ الخَوْض في تَفسِير هـذِهِ الآيَـة أودُ أنْ أُعَلِقَ عَـن الدُنيا وَمّا فِيها مِن رجالٍٍ

مُتكَبرينَ؟؟

أيُها الخَطِيب الحُسَيني: لا تَكُونَ بَينَ الجُهلاءِ كَالحَيَّةِ بَينَ الأمْواتِ تَلْدَغـَهُم وَهُم

لا يَشعِرُونَ؟ وَكُـنْ مُعلِماً مُتواضِعاً فاحصَل كَما وَعَـدَكَ اللـَّهُ (كِفْلَيْنِ مِـنْ رَحْمَتِهِ)

وَإنْ كُنتَ طامِعاً مُتكَبِراً لَمْ يَقتَصِر عِلْمكَ عَلى النار وَبِئْسَ مَثوى المُتَكَبرين,,

وَاعلَـم يا خَطِيب الحَوزَة هَـلْ تَسْتَوي تِلكَ الساعَةَ التِي ارتَقيْتَ بِها المِنـبر بَيْنـَكَ

وبَيْنَ العَوامِ أجْـراً عِندَ اللـَّهِ : هـذا حُسَينُ المَلايِّين فِي قلـُوبِ مُحِبيه أُنـْظر كَيْـفَ

جاهَـدُوا بأمْوالِهِم وأنفُسِهِم في سَبيـلِ إحـياء شَعائِر اللـَّهِ, هَـلْ شارَكْتَ بأمْوالِكَ

مَعَهُم أمْ سَهَرْتَ كَما سَهَرُوا تِلكَ اللّيالِي وَالأيام وَلمْ يُعيَِّهُمُ التَعَب لِخدمَةِ الزائِرينَ

بمَأكَلِهِم ومَشرَبِهِم وَمَأواهِم, أمْ أخَذتَ مِنهُم الكَثير لِتَبني قِصُوراً بِكَلِماتٍ لا يَزيدُ

وَلايَنقصُ تَجَدِدُها لِكُلِّ عامٍ فَما يَبْقى لَكَ حفظاً مِنها إلا قوْل الشاعِر لِعامِكَ الجَدِيد

وَمِنَ الواضِح الذِي قـَد يَخفِي عَلى الناس ما يَجِدُوا البَعض مِنَ الخُطباءِ يَتَسَلقوا

المَنابر الحُسَينيَة فِيهُم تِلْكَ الخَصائِصِ الطامِعَةِ لِلمَبالِغ بالمَزايا الغَيـرُ المُتَشَرفَة

دِيناً وَالناسُ يُقِيمُونَ لَهُم القـَدرُ وَالإحْسان وَالتَكْبير بأنَهُم الأعلون مَقاماً عِندَهُم

وَيُجافونَ بِقلُوبِهِم كَراهَية المُخْلِصِينَ المُتَذرعِينَ الذِيـنَ بادَرُوا بتَزكِيَةِ نفـُوسِهِم

وَتَهذِيب أخلاقِهِم وَكَسْـب مَعرفـَة اللـَّه وشَـرَف طاعَته وَرِضاه لا يَشعِرُونَ بِهـِم

بأنَهُم تِلكَ عِبادٍ لا يُردُونَ عُلُواً في الأرض وَلا طَمَعاً وَهُم الأعلون حَقاً بسِّماتِهِم

عِندَ اللهِ تَعالى,,

وَلِعَمْري فإنْ تَجَرَدَ الخُطباءُ يَوْماً مِنْ تِلكَ الخَصائِصِ والغاياتِ الدَنِيئَةِ الوَضِيعَة

بِتَحرِيمِها عَليهِم سَوفَ يُحَّرمُونَ تِلكَ المَآثِرِ الحُسَينِيَةِ الخالِدَةِ عَلى الناس,,

فَكَيفَ مِـنْ هُـنا قـد تَقَبَلَت نفـُوسَهُم بجَنِي المَآرب المادِيَـة الزائِلَة التِي يَخدَعُـونَ

النـاسُ بـها سـرعان ما تَنعَكِـس أطماعَهُـم فـِي نِفـُوسِ المُجتَمَـع المُـوالِي الـذِي

لا يَشعِـر بانعِكاسِ صِـفاتِ وَأخْلاقِ خُطباءِ العَصـْر الذِينَ يَجبرُونَهُم عِنـوَةً بأنَهُم

لا يُقيمُونَ لَهُم مَجلِساً حُسَينياً قيِّـماً بِحَشْدٍ مِـنَ الِناسِ إلا أنْ يَكُونَ مَنْ يَدفـَع لِكُلِّ

مِنهُم مَبلْغاً تَسْلِماً بِيَدِهِ عَشَرات الآلاف مِنَ الدُولاراتِ مَعَ الشَرْطِ الأوَل مَنْ يَلْتَقط

صُوَّرهُم وَبأِجُورٍ مُقابلٍ عَلى شَـبكاتِ التِلفاز المُباشِر عَلى مَـدى أيام العَـزاء لِكُلِّ

ساعَةٍ مَقرُوءَةٍ بـِ (1000 دُولار)

وَفِي خِتامِ المَجلِس مِن ساعَتِهِم يَزفُونَهُم الشَباب وَقوى الأمْن الداخِلي يَمْتَلِكُونَ

بِحيازَتِهِم تِلكَ السَّياراتِ (الهَمَر السَوداء المُظَّللَة) إلى بَيُوتِهِم لِحِمايتِهِم بِخَدَمِهِم

وَحَشَمِهِـم مَسْـرُورينَ فـَرحِـينَ فخـُورينَ مُتَكَـبِرينَ عَلـى النـاس لا يَمْشُـون فِـي

الأسْواقِ بَيْنَ صِفوفِ الفُقراء والمَساكِينَ يَأكلـُونَ الطَعامَ ويَشَرَبُون أوْ لِيَجْلبُونَ

المَعاش لأنفُسِهم كَما يَمْشِي الرَّسُول مُحَمد (ص) بَيْنَ الفقَراءِ فِي الأسْوَاقِ يَأْكُلُ

الطَّعَامَ ويَشْـرَب ويَجلِب لِنفسِـهِ المَعاش لا أشِـراً وَلا مُتَكَبِـراً أسْـوَةً بِأولِي العَزْم

المُرسَلِينَ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَليهِم أجمَعِين كَما وَصَفهُم اللهُ تَعالى بآيَةٍ لِلعِظَةِ

والصَبر: وَقال (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ

فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) الفرقان20

هكَذا أرادَ اللهُ تَعالى مِن تأوِّيلِ الآيَة أنْ يَصنَعَ مِنْ أخْلاقِ النبي رجالاً مُؤمنِينَ إذا

كلِفوا دِيناً نَزلُوا بعلُومِهِم لِخِدمَةِ الناس دُونَ طَمَعٍ يَتبَعَهُم كَما قالَ الإمامُ الصادِقِ

عَـن آباءِهِ قالـُوا عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلى اللَّه عَليهِ وَآلِـهِ (العالِمُ والمُتَعَلم شَريكان

فِي الأجْر، لِلعالِمِ أجْران وَلِلمُتَعلِم أجْر، وَلا خَير فِي سوى ذلِك)

الهَـدَفُ مِنَ مَعنى الحَدِيثِ الشَريف: إذا باعَ العالِـمُ عِلمُهُ لِلمُتعَلِم بِمَبلغٍ مَشرُوطٍ

مُبغِضٍ لِلدينِ فلا خَـيرٌ فِي سوى ذلِكَ الأجْـر لِكِلاهُما عِندَ اللـَّهِ: يَعني إذا اسْتَوى

البائِعُ وَالمُشتَري بِمساوَمَةِ العِلْم بَيعاً وَشِراءً مَشرُوطاً سَقطَ عَنهُما الأجْر,,

فلا بَأسَ لِلمُتعَِلِم إذا هَـدى مَبلَغاً يَستَحِقُ بِِـِهِ خَطِيب المِنبَر دُونَ هـذا التَعلِيقُ كَما

يُهْدى مَبْلَغاً لِلرادُود الشَيخ ياسِين الرُميثي على قَصِيدَتِهِ الحُسينيَة في السِتِينيات

وَهُوَ قنُوعاً مُكتَفِياً بالقَلِيلِ مُحتَسِباً باللـَّهِ الذِي أكرَمَهُ شَرَف المَقام العالِي بِوسامٍ

خادِم الحُسَين صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَليهِ,,

ولِهذا قالَ رَسُول الله صَلى اللهُ عَليهِ وآلِـهِ (إذا غَضبَ اللهُ على أمَّةٍ، ثـُمَ لـمْ يَنزل

بها العَـذاب غَلََـت أسْعارُها, وقصَّـرَت أعمـارُها, وَلَـمْ تَربَـح تِجارُها، وَلـمْ تَـنزل

ثمارُها وَلمْ تَغزر أنهارُها، وحَبَسَ اللهُ أمطارُها، وَسَلطَ عَليها أشْرارُها)

وَكَفى باللهِ شَهِيداً لا نـُريدُ عُلوِّاً في الأرضِ حَسْبُنا إياه وَالعاقِبَةُ لِلمُتقين,,
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

تَفسِير قوله تعالى (وَقَالـُوا مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)

سَبَب نِزُول هـذِهِ الآيَـة أنَ جَماعَةَ مِنْ قادَةِ قُريْش قالـُوا لِلنَبيِّ مُحَمدٍ صَلى اللـَّهُ

عَليهِ وآلِـهِ إن كُنـْتَ تـُريد بِما جِئْـتَ بـهِ مالاً جَمَعنا لكَ المال حَتى تَكُـونَ أغـْنانا

وبأحسَنِ مَقاماً عِندَنا، وإنْ كُنتَ تُريد مَلِكاً ذا حَشَمٍ وَهيبَةٍ جَعلْناكَ مَلِكاً عَلينا؟؟

فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ لا أريدُ شَيْئاً مِما تَزْعمُون وَلكِن اللهُ تَعالى رَبكُم ورَبي

أنْزَلَ عَليَّ بِوَحيهِ قُرآنـاً, وَبعثنِي إليكُم رَسُولاً, وَأمَرَنِي فِيـهِ أنْ أكُونَ لَكُم بشِيراً

وَنَذِيراً, فبَلَغتَكُم رِسالَةَ رَبي الذِي أنذَرَني فِيكُم لِمَن عَصاه فَحسْبُهُ جَهَنَم وَلبئْسَ

مَثوَى الكافِرينَ، وَنَصْحتُ لكُم فإنْ تَقبَلُوا مِنى ما جِئْتَكُم بهِ مِنْ تَبشيرٍ فَهُوَ حَظكُم

في الدُنيا والآخِرَة والعاقِبَةُ لِلمُتقينَ: وإنْ تَرِّدُوا كِتابَ اللـَّهِ عَليَّ أنْ أصْبـرَ لأمْـرِ

رَبي حَتى يَحكُم بَيْنِي وَبَيْنكُم وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ,,

فقالُوا يا مُحَمد فإنْ كُنتَ غيرُ قابِل شَيْئاً مِما عَرضْناهُ بمُساوَمَتِنا عَليْكَ فَرَفضْتَها

نَعرضُ عَليكَ أربَعَةَ شِرُوطٍ إنْ جِئتَنا بِها صَدَقناكَ واتَبَعناكَ فِي رِسالَتِكَ,,

الأوَلُ: فسَلْ رَبُكَ أنْ يَبْعَثَ مَلـَكاً يَمْشِي مَعَكَ فِي الأسْواق يُصَّدُقـُكَ وَيُراجِعُنا عَنكَ

لِنسْمَع مِنهُ ما تَقول, وَالثانِي سَل رَبُكَ أنْ يَجْعَل لَكَ ما فِينا جِناناً مَلِيئَةٌ بالأشْجارِ

المُثمِرَةِ مالا تَشبَه ثِمار الفُقراء لِتأكُلَ مِنها وَنَلتَمَس مَعَكَ مِـنْ خَيراتِها: والثالِثُ

أنْ يُنزِّلَ عَليْكَ رَبُكَ الغَنِيُ كَنزاً مَرفُوداً يُغنِيكَ دَهْراً عَنْ التِماس الرِّزق بالأسْواقِ

بعَكْسِ سائِرِ الناسِ الفُقراءِ, والرابِعُ وَيَجعَلَ لَكَ ما فِيـنا قصُوراً مُشيدَةً بأحسَنِ

مّا عِندَ المِلُوكِ العِظامِ,,

فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ يا قادَةَ قرَيش ما بِعثتُ إليكُم بهذا, وَما أنا بفاعِلٍ مِما

تَطلِبُون, وَما أنا بالذِي يَسْأل رَبَـهُ عَما تَزعَمُون، فأنَزَلَ اللـَّهُ في قوْلِهِم هذا آيَـةً

لِخَيبَتِهِم عَلى تَهَكُمِهِم والضَميرُ يَعُود فِي قَولِهِم قالُوا (لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ

مَعَهُ نَذِيـراً) هـذا القـَول في ضَمِير الآيَـةِ يَعُـود إلى مُشْركِي قـُرَيش في مُقدمَتِها

قالـُوا (مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُـلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِـي الْأَسْوَاقِ) فَجاءَ حَرفُ ( مَا )

اسْتِفهاماً لِقولِهِم بمَعنى إنـْكارٌ فِي الوقوعِ لِرسالةِ مُحَمـدٍ: فَشُكِلَت الآيَـة بالـجار

والمَجرُور: وَبعدَها جاءَ خَبـرُها (الْأَسْوَاقِ) التِي حَقَقـت الجُمْلَة وَقالـُوا ( يَأْكُـلُ

الطَّعَامَ ) فأصبَحَ قولِهِم مُضافاً عَلى سَبيـلِ السِخريَةِ وَالتَهَكُـمِ والإنـْكار لِرسالـةِ

النبيِّ مُحَمَدٍ: يَعني بِقولِهِم كَيْفَ يَجُوز لِمُحَمَدٍ شَأناً أنْ يَمتازَ عَنا بالنبوَةِ لِيَتزَعَمَ

قُرَيشاً بزَعامَةٍ مِنْ رَبِهِ وَشأنَهُ الذِي نَراهُ بأعيُنِنا أنهُ يَأكُلُ الطعامَ كَما يَأكُلُ سائِر

الناس وَهُوَ يَمْشِي في الأسْواق يَتَرَدَد فِيها كَما يَتَرَدَدَ الناسُ طَلَباً لِلرزْقِ,,

فَضَّلَ مُحَمَدٌ (ص) بَرسالَتِهِ لَنْ يُصادَقَهُ هؤلاء الذِينَ كَذبُوهُ بدَعوتهِِ وَسَخَرُوا مِنْ

شأنِهِ إلا أنْ يُشاهِدُونَ مَعَهُ مَلَكٌ يُعاضِدُهُ ويُساعِدُهُ فَيكُون هـذا المَلَكُ مَعَهُ مُنـْذِراً

وَظَهيراً يَشهَدُ لَهُ أمامَهُم برسالَتِهِ مِمَنْ يُخالِفُهُ بِسُوءِ دَعوَتِهِ (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ

تَتَّبِعُونَ) مُحَمَداً لاتَتبَعُـونَ (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(الفرقانCool فَرمُوهُ بالتَهَكُمِ مَغلُوب

العَقل مَجنُوناً عَلى هَواه: هكَذا وَقـد ضَّلَ القَوم الكافِرينَ يَتلُونَ عَليهِ مُقتَرحاتِهم

الفاسِدَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ تَفكِيرهِم وَضُحالَة عِقولِهم الطائِشَة وَسُوء أقاوِّيلِهم

الفاسِدَة فَوَصَفوهُ بالسِحر تارَةَ وَتارَةً بشاعِرٍ مَجنُون وَكاهِنٍ كَذاب وَحَكَمُوا عَليهِ

بالخَيبَةِ والضَّلالِ فَلَنْ يَشَأ اللهُ عَلى ما اقتَرحَتهُ قرَيش على نَبيهِ:: فَلَوْ شاءَ اللـَّهُ

لَفتَـحَ لِنبيـهِ الحِصُون والمَدائِن في مَشارق الأرضِ وَمَغاربِها رَغماً عَلى أنـُوفِ

الكُفار: وَلكِنْ أضافَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى تِلْكَ التَسلِيَة في قَلْـبِ الرَسُول صَلى اللـَّهُ

عَليهِ وآلِـهِ خَيراً مِنَ الذِي اقتَرَحُوهُ الكُفارَ على نَبيهِ مِن كِنوزٍ وَبَساتِينٍ وقصُورٍ

لِيَهبَ لَهُ جَناتٌ تَجْرى مِنْ تَحتِ أشْجارِها الأنْهار:: هذا ما أدخَرَهُ اللـَّه لِنَبيهِ مِنْ

عَطاءٍ كَريمٍ خُيـرٌ وَأبْقى مِـنَ الدُنيا الفانِيَـة:

ثـُمَ بَيَّنَ اللـَّهُ لِنَبيهِ مُحَمدٍ وَفتـَحَ باباً لِلتَنبيه عَـنْ قَبائِحِهِم فَوَضَعَ الظاهِـرُ مَوْضِع

المُضْمِر لِيُسَجِلَ عَلى أبي جَهْلٍ وَالنَضَر وَأمَيَة وَأصحابِهم بالظُلْمِ وَالعِدوانِ وَقالَ

(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(الفرقان:9)

وَلبيانِ مَعرفَة تأوِّيل هـذهِ الآيَة بِضَرْبِ الأمْثالِ القَبيحَة مِنْ قوْلِ الكَفَرَةِ يَزعَمُونَ

أنَ الرسالَةَ لا تَقتَضِي مَعَ النبِّي مِنَ المَشِي فِي الأسْواقِ وَفِيهِ وجْهان,,

الأوَلُ مِنهُما:: أن يَكُـونَ النَبِّـي كَشَخصِيَةِ المَلِك ما هُـم عَليـهِ يَمْنَـعَهُ المَشِي فِي

الأسْواقِ مَعرُوفٌ يَقر عَليهِ الكِبرياء دَلِيلاً على صِدقِ هَيبَتِه (أو يُلْقَى إِلَيْهِ كَنـزٌ)

فلا يَكُونَ فقِيراً كَأحوالٍ الفُقراءِ,,

وَأمّا الوَجهُ الثانِي: كَنـُوا بِأقَوالِهِم أنَ الرَسُولَ تَكُونُ أحوالُهُ غَيرُ مُماثِلَةٍ لأحوالِ

الناس بَأنْ يَكُونَ ذا حَشّمٍ وَخَدَمٍ وَلَـهُ وَزيـرٌ يَرجَع إلى رَأيْـهِ كَفِعلِ الجَبابِرَةِ الَّذِينَ

لا يَمشُونَ فِي الأسْواقِ وَلَمْ يَشْعِرُوا بأنَ اللهَ قَـَد صانَ رَسُولُهُ عَنْ التَجْبير: لأنَـهُ

لَـمْ يَجْعَلَهُ لِرسالَتِهِ مَلِـكاً عَليهِم يَمْتَنِع عَـنَ المَشِي فِي الأسْـواقِ,, وَلِكَونـُهُ بَشَراً

مُجانِساً أرْسَلَهُ اللـَّه تَعالى لِلناسِ فاحتاجَ أنْ يَمْشِي بَيْنَهُم فِي الأسْواقِ لِيَدعُوهُم

إلى تَوحِيدِ رَّبـهِ الأكْرَم: فأنكَرَت قـُرَيش عَلَيهِ مُجانسَتَهُ لِلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيهِم فَكَنـُوا

بِقَولِهِم أكْـلُ الطَعامَ طَـعناً بِـهِ لِكَونـُهُ لا يَلِيـق عَـنْ مُماثلَةِ أحوالِـهِ لأحوالِ النـاس

تَذرُعاً مِنهُ فَخَشُوا مُجانَسَتَهُ حَتى لا تُهْدَم زَعامَتَهُم مِنْ تَواضِعِهِ دَلِيلاً عَلى صِدقِه

وَأعتَقِدُ بِعَيْنِ الصَواب أنَ اللهَ جَلَّ اسْمهُ قد أرسَلَ خازنُ الجَنان وَمَعَهُ سَفسَطٌ مِنْ

نُورٍ يَتَلألأ فقالَ يا نَبِيَّ الله هذِهِ مَفاتِيحُ خَزائِن الدُنيا وَما فِيها إنْ شِأتَ فَخُذُها بِما

قالَت لَكَ قـُرَيْش فنَظرَ النَبيُ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ إليها وَقالَ لا حَجَةَ لِي بِها: وإذا

بجَبْرائِيل قد آتى النَبيُ وَقالَ الآن أرفَع بَصَرُكَ يا حَبيبَ الله، فرَفعَ فإذا السَماوات

قَد فُتِحَتْ أبْوابَها وَبَدَتْ بِعَيْنِ النَبِّي جَناتُ عَدَن فرَأى مَنازِل الأنبياء وَعَرفَهُم، ثمَ

رَأى فوْقَ مَنازِلِهِم قصُوراً مِنْ ذهَبٍ وَفِضَةٍ: فقالَ لِمَنْ هـذِهِ, قالَ جُبرئِيلُ رَضَيْتَ

بِما أدخَرَها اللـَّهُ لَكَ: وَتَلا قوْله تَعالى عَليه (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَـعَلَ لَكَ خَيْـراً

مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً)(الفرقان10)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

فَضَّلَت الآيَـة أحداثاً تَتَجَدَد فِي القرآن يَوماً بَعدَ يَومٍ تَعرِضُ لَنا صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ

النَفس البَشَريَة حِينَ تـُريد الضَّلال وَتُعمى عَـنْ نـُور الهِدايَةِ فتَفتَح قَبائِحٌ لِلجَدَلِ

وَالنِقاشِ التافِه في مَدِينَتِي الكَثـيرُ مِنهُم السُفهاءُ (غَـيرُ الشُرفاءِ) يَدَعُونَ بأنَهُم

أهلُها بعِلُومِ الدِيـن وَالشَريعَة: فضاقَ صَبْري على مَـدى سَبْع سِنينٍ فَلَنْ يَنتَهُوا

مِنْ تَعَرضِهِم لِي؟ فنَسَّبتَهُم بالجَهْل العَمَه لِمُقتَرحاتِهم النازِلَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ

تَفكِيرهِم وَضُحالَةَ عقولِهم الطائِشَةِ بِتَهَجمِهِم عَليَّ بسُوءِ أقاوِّيلِهم الفاسِدَة فَهُم

نِسخَةٌ مِنْ جَهالَةِ قـُرَيش في تَهَكُمِهِم عَلى النَبِّي, لا يَدرِكُونَ قِيَمَـة هـذا التَفسِـيرُ

وَحَقِيقَة هـذا التَكْريمُ الذِي أرادَهُ الله لَهُم وَلِغَيرِهِم, يَنكِرُونَ أنْ تَتَصِلَ حِكْمَةُ اللـَّهِ

التِي ألهَمَنِي إياها بِهذا الوَلَع الذِي اشتَدَ بِيَّ قرآناً,,

وأعلَمُوا يا أهْلَ الرُميثة أنَ القرآنَ الكَريم هُوَ المَرجِعُ اللُغوِّي لِقواعِدِ النَحُو يَرفَع

ضالََّة الحَكِيم, وَيُرشِـدُ الواعِـظُ الأدِيب, وَيَرتَفِـعُ بِـهِ حِـجَة الفَقِـيه لِمُقلِدِيه تَأدِيـباً

عَقائِدياً وَعلـُوماً اجْتِماعِيَةً وإصلاحاً لأنفـُسِهِم إذا كانَ ذا المَرجِعُ مُفَـسِراً حَكِيماً

لاسْتِيضاحِ مَعانِيه وَاسْتِظهار مَرامِيه يَكتَشِف بِهِ لِمُقلِدِه أسْرار الكَوْن وَنَوامِيسِ

التَكْوين لأنَهُ المُعجِزَةُ الخالِدَةُ لِلدِينِ الخالِد وَالنِظامُُ المُكَلْف الراشِد بثقلِهِ السامِي

الرَفِيع لِلشَريعَةِ مُحَمدٍ (ص) وَمّا كَتَبتُ هـذا التَفسِيرُ وَالتَعلِِيقُ إلاّ لِعُلَماءِ العَصْر

فَهَلْ تَنكِرُونِي مَا كُنتُ أتَمَنى لِعُلَمائِكُم الأحياءُ مِنهُم غَـيرُ الأمْواتِ أنْ يَكُونوا لَكُـم

مُفسِرينَ لِلقرآنِ قَبْلَ أنْ أكُونَ مُفَـسِراً لَكُم,, وَلِلأسَفِ مِنْ هُنا وبَعَـد لا تُحاجِجُنَنِي

بِعُلَماءِ الفُقهِ والإصْولِ الذِينَ أطْنَبُوا فِيهِ عِلْماً وَلَمْ يَسْتَوفونَ حَرفاً بتَفسِير قُرآنِهِم

غايَة الاسْتِيفاءِ كَي لا تَحكِمُوا عَليَّ بأنَي الأصْغَر بَينَهُم:وَلكِن لاحَظتُ ما أدهَشَنِي

وَحيَرَنِي ضَنِّي على مَدى سَبْع سِنِينٍ وَأنـا أخاطِبُ أولائِكَ المَراجِعِ العِظام مِـراراً

أنْ يَكُونـُوا هُمُ الأوْلى لَكُم قـُرآنا: وَلكِنَهُم أرادُوا تَصْغِـيرَِ عِلُومِهِم لِعَـدَمِ تَفسِيرِهِم

أمام عَظَمة الله بقرآنِه,,

جاوبُونِي يا أهْلَ مَدِينتِي الرُميثَة في عُلَماءِِ عَصرِنا هَلْ رَأيْتُم القرآنَ فِيهُم يَصْغَر

وََيَتَصاغَر, أمْ رأيتُم نَقص المَخلُوق في عِلُومِهِ أمام كَمال الخالِق بِقرآنِهِ فِي عَدَمِ

اسْتِكْشاف غَوامِضِهِ وَاسْتِجلاءِ مَعانِيـه:: فَمَـنْ ذا الـذِي يَكتَشِـف لَكُـم اسْتِيضاح

أسْرار هذا القرآن وَاقتِباس أنوارِه إذا لَـمْ يَكُـن الآن مُفَسِـرٌ غيْـرِي لِمَذهَبِ أهْـل

البَيْت, وَهَلْ يَلتَصِقُ فِي العِقولِ أنْ يُحِيطََ الكامِلُ بالناقِصِ أمْ الناقِصُ بالكامِل فَلِمَ

هذا العَداءُ فِي عَدَمِ احتِرامِكُم لِي صَدَقَ اللهُ عَما قالَ عَنْ رَسُولِهِ مُحمدٍ (وَلَوْ كُنْتَ

فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)(آل عمران:159)

بَلْ أنتـُم تَلتَمِسُونَ مِنْ خُلِقِـي وَإحسانِي بَِينَكُم: وَلكِنْ لَـوْ كُنتُ بَينَكُم كَـرِيه الخُلِـق

خَشِنُ القَلب جافِياً في قَوْلِي وَأفعالِي لَتَفَرَقـْتُم عَنِي حَتى لا يَبْقى حَوْلِي أحَدٌ مِنكُم

بِنفاقِهِ وَأذاه: فَمَنْ هُمُ القساة الغـُلَظاءِ الفَظاظَةِ وَالجَفاءِ قَلْباً, أليْـسَ أنتـُم الذِيـنَ

أردتُم بِغاياتِكُم تَسْقِيطِي دِيناً: وَمَنْ لا يُؤيِد أهْل العِلْمِ وَالدِّين فعَزلُه واجبٌ: وَمَعَ

ذَلِكَ لا أنا لَكُم وَلا عَلَيكُم وَعَامَلتَكُمْ بِالحُسْنَى لِدَفـعِ شَركُـم: فَمَنْ ذا الذِي يَسْتَحِقُ

المَلاَمَةَ وَالتَّعْنِيفَ بِمُقْتَضَى الطَّبِيعَةِ البَشَرِيَّةِ التِي تَخَلَّوا عَني حِـينَ اشْـتَدَ العِلْـم

مَعِي قُرآناً وَشَمَّرْتُم لِلهَزِيمَةِ وَالحَرْبِ قَائِمَةٌ وَلَنْ تُواجِهُونَنِي بِحَرفِ واحِدٍ يُبَرئَ

مَوْقِفَكُم عِـنْ مُنكَرِكُم هاهِيَّ كِـثرَة اللَّـوْم وَالتَعنِيف قـد تُوَلِـد اليَأس بالقِلُوب التِي

لا تَحمِلُ الإيمان بِجفاءِ الطَبْعِ: أمْ نَسَيْتـُم إنَنِي أحمِلُ شَـرَف اسْمَكُم لِهذِهِ المَدِينَة

العَريقَة وَلا زلْتُ أنا الشَيخُ ألحَجاري الرُمَيثِي أمام العالَمُ كُلَهُ قُرآناً؟؟ هـذا كِتابُ

اللهِ ألقِيه عَلى نِفُوسِكُم شُعاعاً إنْ كُنتُم تَفقَهُونَ بنـُورِهِ وَلِيَعلَمَ الذِينَ نافقـُوا هَـلْ

اكتَشَفتُم خَطأً كَتبتَهُ قَـد غَيرَ مِنْ دِينِكُم شَيْئاً؟ فإنْ لَمْ تَحصَلُوا عَلى الأثَر المُرشِد

لِتَفسِيرنا فأنتُم المُذنِبينَ بِحَقِي أمام الله: وَإلاّ تَأتُوني ببرهانَكُم إنْ كُنتُم صادِقِينَ

وَسَوفَ استَغـفِرُ لَكُـم رَبِّي,, وَأخِـيراً فَتَحاجُوا مَعِي عِنـوَةً بِعلَمائِهم بأنَهُـم أوْلى

تَقـَرُباً بهذا التَفسِـير إذا طالَعتَهُم عَليهِ لِيَسْمَعُوا مِنهُم ما أقـُول بِصَحَتِهِ وخَطـَئِهِ

لِتَطمَئِنَ قلُوبِهِم أوْلى مِما يُصَدِقونَهُ بِكامِنِ عقولِهِم:: فأبيْتُ أنْ لا أخْـبرَ العُلَماءُ

والفُقهاءُ مَاطََلبُوا مِني بِتَصدِيقِهِم لِي حَتى لايُشْتَمُونَ بِسَبَبِي مِنْ هؤلاءِ الطََوائِشِ

كَما شَتَمُوني وَكَذبُوني بِعَمَلِي هذا,,

فتَيَقنـُوا سُوءاً كَيفَ ضَّرَبُوا بِيَّ الأمْثالَ القَبيحَة فَضَّلوا مُعرضِينَ عَـنْ الحَقِ الذِي

صادَقوهُ المَلايِّينَ مِنَ الناسِ,, لا وَاللـَّهِ لا تَنالـُونَ مِنْ أمْـرِنا وَلا تـُمِيتـُونَ عِلْمَنا

وَسَيَعلَمَ الذينَ أساءُوا السُّوأى عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ فَحَسْبهُم جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ,,

وَهذا لا يَخفِي عَلى المُتَعَلِمِ دِيناً إذا قارَنَ تَفاسِيرَنا مِعَ مَنْ يَعتَقِد بِتَفسِيرهِ لِمَذهَبِ

أهْل البَيْت: ومِنْ هُنا إنَنا لَنْ نَجعَلكُم وَراءَ أظهُرِنا حَتى لا تَكُونُوا فِي حَرَجٍ شَديدٍ

نَنـقِلُ لَكُم أفضَل التفاسِـير الشِيعِيَة خـُذوها مُقارَنـَةً بَيْـنَ تَفاسِيرَنا وحَقِقوها بَيـْنَ

السَيد آيَة الله العُظمى مَحَمد حسين الطَباطَبائي: قالَ فِي تَفسِيرهِ لِهذهِ الآيَة,,

(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ

فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا) (الفرقان:Cool

تَفسيرَهُ قال هذه حكاية ما طعنوا به في الرسول بعد ما حكى طعنهم في القرآن
بقوله وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه إلخ وتعبيرهم عنه صلى الله عليه
وآله بقولهم هذا الرسول مع تكذيبهم برسالته مبني على التهكم والاستهزاء
وقولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق استفهام للتعجيب
والوجه فيه أن الوثنيين يرون أن البشر لا يسوغ له الاتصال بالغيب وهو
متعلق الوجود بالمادة منغمر في ظلماتها ومتلوث بقذاراتها ولذا يتوسلون في
التوجه إلى اللاهوت بالملائكة فيعبدونهم ليشفعوا لهم عند الله ويقربوهم من
الله زلفى فالملائكة هم المقربون عند الله المتصلون بالغيب المتعينون للرسالة
لو كانت هناك رسالة، وليس للبشر شيء من ذلك.. ومن هـُنا يظهر معنى
قولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. وأن المراد أن
الرسالة لا تجامع أكل الطعام والمشي في الأسواق لاكتساب المعاش فإنها
اتصال غيبي لا يجامع التعلقات المادية، وليست إلا من شئون الملائكة ولذا
قالوا في غير موضع على ما حكاه الله تعالى: لو شاء الله لأنزل ملائكة
المؤمنون 24: أو ما في معناه..
ومن هنا يظهر أيضا أن قولهم لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيـراً تـنزل من [/colo
الشيخ الحجاري الرميثي
الشيخ الحجاري الرميثي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» رسالة العلامَة الشيخ الحجاري لأصحابِ المُنتدياتِ طالِباً الرَد مِنهُم سِلباً أمْ إيجاباً
» الآية: إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً: من تفاسير العلامة الشيخ الحجاري الرميثي
» يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ: من تفاسير الشيخ الحجاري الرميثي
»  ينشر لكم العلامَة الشيخ الحجاري الرميثي جزءاً من تفاسيرِه القرآنية المذكورة (1028) موضوعاً
» السيرة الذاتية بحياة المفسِر للقرآن العلامَة الشيخ الحجاري الرميثي من العراق مع الإيميل

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى